قصاصات ورق
(1)
من بين الصور والأغاني وقصاصات الورق المعطر.. تظهر وارفة الظل،تأخذني إليها كلما تصمت الجدران،وتصغي عقارب الساعة لدقات قلبها وهي تمشي إلي..!
في حضورها المترف يكتب الزمن،وبغيابها تذوب السنين والأيام،لا تاريخ يكتب بعدها.. فهي الزمن،وهي المكان.. وهي القصيدة التي لم تكتب بعد،ولم يسمع بها قيس ولا نزار..!
وهي الأغنية التي لم تغنها فيروز،ولم تسمعها إلا النوافذ المغلقة،والأبواب المطلية بالغياب..!
هي اخر حبة توت في بستان سيد عجوز،رآها تكبر وتكبر،وجاءه الموت قبل أن يقطفها..!
(2)
كنتِ لي,منذ عام مرَ احسستُ بأنكِ لي!
هل تصدقين ؟
اقتربتِ,اقتربتُ..والتقينا!
هل تذكرين؟
لم أنسَ بأن الوقت حينها كان ظالماً,أخذكِ مني !
والأقدار حالت بيني وبينك..وافترقنا !
لا تحزني,فالأقدار لا تقتلُ الحب فينا,بل تقتل الآمال داخلنا !
لا تصغي لشياطين بني الإنس فهم لا يعلمون!
هل تعلمين؟
حتى و إن كثرت حولنا,فالملائكة بجانبنا !
(3)
في ليلةٍ كهذه الليلة،ككل الليالي..افترقنا..!
الأوقات لا تُهم وقد ننسى، صباحاً ام مساء،الشعور هو الذي لا ينسى !
عادت لي الذكريات..كان صباحاً مظلماً..كئيباً !
مبكراً اشرقت شمس ذلك اليوم،ولكنها كانت مختلفة،نورها لم يكن كافياً لأرى ماحولي بوضوح..
رمادي لون يدي،ولون العشب اسود!
والعصافير خجلة لم تغرد،فهي تعلم ان تغريدها سيكون عالقاً بذكريات فراق،واكره تغريدها طوال حياتي..!
(4)
أنا عندي حنين: حنين لذلك الطفل الذي كنت,وحنين لذلك الماضي الذي عشت,وحنين لتلك القلوب التي كانت,بلا حزن,وتلك الأرواح التي لم يدركها السواد..!
كنت اعيش بلا خوف من الحاضر,ولا ريبة من المستقبل,كنت اعيش,كنت اسمع,كنت أرى..!
لم أكن حزيناً,والآن...لست حزين,بل في اقاصي القلب حنينٌ..
لذلك الطفل الذي كنت..!
(5)
أتمنى أن اقابل الطفل الذي كنت , واخبره بأن السماء الزرقاء التي يراها جميلة,لن تكون جميلة دوماً,وقد لا تكون زرقاء ايضاً!
وان الإبتسامة في شفاه الآخرين له, قد لا تعني الرضا عنه في أغلب الأحيان,وقد لا تعني إبتسامة ايضاً!
واخبره بأن لا يعد الأيام منتظراً أن يكبر,ويعدني ألا يكبر ابداً...
:::
(عُمر) الطفل...
الحياة خدعتني حين كنت أنت...حاول إلا تخدعك (مثلك)..!
(6)
لا أعشق من النساء سوى التي شاركتني اللهو والغناء في صغرنا،وشاركتني قلبها عند الكبر..
.....
لها إبتسامة طفلة أبت ان تغير تقاسيمها السنين..!
ولها قلب كالمطر.. يعيد لقلبي السعادة والحياة من بعد ذبوله..!
برغم أن المسافة متباعدة بنينا..ما زلت.. وسأظل أراها في كل شيء جميل..
أشعر أن اللقاء قريب..يا حلمي الجميل..متى سأراك واقعا..!؟
(7)
ذات لقاء..
نظرت في عينيها الناعستين،فالأفق خال وليس فيه ما يثير إهتمامي..!
في عينيها أرى قريتي الحالمة،وأرى الفرح
عيناها وطن، لايراه إلا من ذاق ويلات الإغتراب مثلي
سواد عينيها ليل ،رق قلبه لعاشقين ارادا اللقاء،فأسدل ثيابه السوداء ليلتقوا،بعيدا عن اعين المتطفلين..!
(8)
لا تنسي بأنك قلتي لي ذات ليلة : لا تحزن
لن اكذب لو قلت بأن وجودكِ مُحزن,وفرحكِ بي,يحزنني
بل كلما ابتعدتُ عنكِ اكثر,فرحتُ اكثر!
وانتِ معي و (هناك) أحبك!
وانت (هنا) ومعهم أكرهني!
سنلتقي ذات يوم..وسيأتي
أو لن نلتقي,وسننسى!
(9)
الحلم: هو ذلك الشيء الموجود في نجمة بعيدة,ممسكين به حتى تحين اللحظة التي نعرف فيها انه مستحيل,عندها ندرك حقيقة ان النجمة بعيدة جداً
(10)
الموت: فاجعة للمذنب، وخلاص للمتشائم، وحياة للمؤمنين..!
"عمر محمد الفيفي"

تعليقات
إرسال تعليق